ارتأيت أن لا أتردد في طرح هذا الموضوع التي يحجم عنه كثيرون بسبب الخجل في غير موضعه, فهو إن لم يكن ذا بال كبير لمن تخطو مرحلة الزواج, فهو في غاية الأهمية لمن هم دون ذلك, فلعلي أنقد برسالتي هذه بعض الشباب الذين لم يقعوا في براثن تلك العادة الذميمة.
وأبدأ موضوعي قائلاً كنت كغيري من بني جنسي من الشباب لا هم ليّ سوى تحقيق متعتي الآنية دون التفكير في عواقب الأمور وتبعاتها, فالجهل وعدم والمبالاة كانا حائلاً دون معرفة ذلك, فلم يكن لي اهتمام بقراءة الكتب والإطلاع على الأبحاث العلمية في ذلك المجال, وحسبي ما أسمعه تارة في هذا المقهى وتارة أخرى في ذاك النادي من أغاليط وترهات لا تم للواقع بأي صلة, وكنت على حسن نية مني أصدق كل ما يقولون دون أن أكلف نفسي عناء البحث عن صحة ذلك من عدمه.
فقد كنت أسمع أن من جامع زوجته في دبرها تصبح طالقاً ومحرمة عليه, وأنه لا أثم في التقبيل, والخدم في حكم الجواري والعبيد, وإن الاستمناء حلال إن كان المرء أع**اً, وإلى غير ذلك من الخزعبلات.
وأنا الآن أبلغ من العمر أربعة وعشرون عاما, وقد وجدت ولله الحمد بعد عناء طويل شريكة العمر التي يحلم كل شاب بالارتباط بها, وكنت أخشى ما أخشاه في فترة الخطوبة هو الجهل في الأمور الجنسية من حيث الأوضاع والمقدمات قبل الجنس ومعرفة أن كانت الزوجة قد وصلت لمرحلة الإشباع أم لا, كل ذلك كان يمثل لي هاجساً, حيث لم تكن لي سابقة في ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج كما يفعل الكثيرون لا كثرهم الله!
وكنت على ثقة بأنني سوف أتجاوز ذلك متخطياً تلك العقبة بقليل من الصبر في بداية العلاقة الزوجية, وذلك لأن كل أمر من أمور حياتنا نتعلمه بالممارسة وبالاستفادة من الخبرات المتراكمة والأخطاء، وكذلك الاستفادة من خبرة الغير، والحال في هذا كحال الطفل الصغير الذي يقع كثيرًا في بداية تعلمه للوقوف والسير، ويحاول أن يبحث فيما حوله عن دعامة يستند عليها، ولا تمر إلا فترة قصيرة حتى نجده يجوب الأرض شرقًا وغربًا.
وقد تورطت قبل عشر سنوات من الزمان في ممارسة هذه الآفة السرية وكنت غير مدرك لما يختبأ لي في ما بعد, وتحديداً ليلة الدخـلة! فقد كنت على يقين بأنه لا يجب أن تبدأ الحياة الزوجية في الليلة الأولى بالاغتصاب، كما يجب أن تكون القبلة هي أول رسول بين العروسين، فالجنس الذي لا يبدأ بقبلة لا يحترم آداب الجماع! وقد نهانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من أن يرتمي أحدنا على زوجه كالبهيمة فهذا مخالف للشعور الإنساني بل علمنا أنه لا بد من الملاعبة والملاطفة، وقد وضعت كل ذلك نصب عيني حتى تكون أول ليلة بلا أخطاء.. ولكن هيهات هيهات!!! فقد سبق السيف العذل!!
فالمارد الذي كان يختبأ لي طوال تلك السنين خرج من قمقمه على فراش الزوجية, واكتشفت وبعد فوات الأوان أن ما قيل عن الاستمناء من إنه يسبب ضعفاً في الانتصاب كان حقاً ! فقد خلت إنها كانت مجرد دعاية لتنفير الشباب من ممارسة تلك العادة, ولكني الآن أكتشف وفي توقيت غير مناسب تماماً أن ذلك كان صحيحاً إلى أبعد حد! وأن حياتي الجنسية قد انتهت, فقد عودت نفسي طوال تلك الأعوام على نوع معين من الإثارة الجنسية, وكنت أدق المسمار تلو الأخر في نعش حياتي الزوجية طوال تلك الفترة دون أن اعلم.
نامت زوجتي في تلك الليلة وقد لاحظ أن نظرات الاستغراب تملأ عيناها, ولم يكن باليد حيلة, فما عساي أن أقول لها؟؟؟ ومرت الأيام والأشهر تتلو بعضها البعض ولم يتغير حال قيد أنملة, بل أصبح يأخذ منحى أكثر سوءً وتعقيداً, وأدمنت في نهاية المطاف على العقاقير كالفياجرا والسيالس والليفيترا وغيرها من أدوية علاج الضعف الجنسي وأصبحت أسيراً لها, أدمنت عليها في هذه السن المبكرة من تاريخ حياتي, أدمنت وأخشى ما أخشاه أن يقع نظر زوجتي على تلك العقاقير فيزداد الوضع تدهوراً, أدمنت وأنا أقول لنفسي يا حسرتي.. فلو لم أتورط في ذلك لما حدث لي كل ما حدث!